فقر الدم
فقر الدم )الأنيميا – Anemia( هو حالة طبية تتميز بعدم وجود كمية كافية من خلايا الدم الحمراء في الجسم لتنقل كمية كافية من الأكسجين إلى الأنسجة.
الإنسان الذي يعاني من فقر الدم من المرجح أن يشعر بالتعب في أحيان متقاربة.
يعرّف فقر الدّم على أنه هبوط في واحد أو أكثر من القياسات المتعلّقة بكريات الدّم الحمراء وهي:
تركيز الهيموجلوبين )HGB(: وهو تركيز الهيموجلوبين الحامل الأساسي لغاز الأوكسجين في الدم
الهيماتوكريت )HCT( )مكداس الدّم(: الراسب الدموي أو النسبة المئوية لحجم خلايا الدم الحمراء من اجمالي حجم الدم.
تعداد كريات الدم الحمراء )RBC count(: وهو عبارة عن عدد الكريات الدم الحمراء الموجود في حجم معيّن معرّف مسبقًا من حجم الدم الكلي.
تعريف فقر الدّم بحسب قيم الفحوصات أعلاه تختلف فيما بينها لدى الذكور والإناث:
الذكور: قيم أقل من 13.5 g/dL لتركيز الهيموجلوبين وقيم اقل من 41 بالنسبة المئوية للهيماتوكريت.
الإناث: قيم أقل من 12 g/dL لتركيز الهيموجلوبين وقيم اقل من 36 بالنسبة المئوية للهيماتوكريت.
اختلاف قيم الهيموجلوبين
فيما يلي سنتحدث عن مجموعات خاصة والتي قد تختلف قيم الهيموجلوبين الطبيعية لديها عن باقي البشر لأسباب جينيّة، وراثية أو متعلّقة بنهج حياتهم:
المدخنون: من المعروف ان لدى المدخنين قيم هيماتوكريت “مكدسات الدم” أعلى من غير المدخّنين بالوضع الطبيعي، هذا قد يؤدي إلى التمويه وإخفاء وجود مرض فقر الدّم لدى أولئك الأشخاص المدخنين، إن وُجِد، لأنّنا لن نرى ذلك في فحوصات الدم المخبريّة.
سكّان المرتفعات: الأشخاص الذين يسكنون في ارتفاع عالٍ عن سطح البحر لديهم قيم هيموجلوبين أعلى من أولئك الذين يقطنون الأماكن القريبة من ارتفاع سطح البحر.
الأمريكان من أصل أفريقي: لديهن قيم هيموجلوبين أقل بـ 0.5-1.0 g/dL بالمعدّل من القيم المتعارف عليها عالميًا.
الإصابة بأمراض مزمنة: الإصابة بأمراض مزمنة قد يؤدي الى قيم هيموجلوبين أقل من القيم الطبيعية المتعارف عليها عالميًا إلا أن تلك القيم لا تدل على مرض فقر الدّم بشكل فعلي.
الرياضيين: الأشخاص الرياضيين يتمتعون بقيم هيموجلوبين طبيعيّة مختلفة عن القيم الطبيعيّة المتعارف عليها عالميًا.
هنالك بضعة أنواع مختلفة من فقر الدم، ولكل نوع منها مسبب خاص به.
قد يكون فقر الدم حالة مؤقتة أو حالة طبية مستمرة، وقد يتراوح بين المعتدل والحاد.
عندما يشك أي شخص بأنه مصاب بفقر الدم، عليه التوجه إلى الطبيب، لأن فقر الدم يمكن أن يشكل علامة مبكرة لتطور مرض أكثر حدة وخطورة.
تتراوح علاجات فقر الدم بين تناول المضافات الغذائية ‘Food additives ‘ وحتى العلاجات الطبية. وقد يكون بالإمكان منع تطور أنواع معينة من فقر الدم عن طريق الحفاظ على تغذية متوازنة، متنوعة وصحية.
أعراض فقر الدّم
تتعدد أعراض فقر الدم لأن نقص الأكسجين يؤثر على جميع خلايا الجسد، وتختلف هذه الأعراض باختلاف شدة الفقر، أهم هذه الأعراض هي:
الشّعور بالضّعف أو الإرهاق أو التّعب العامّ.
صعوبة التّركيز والإحساس بـالدّوخة.
الأرق.
حصول تشنّجات في السّاق.
يعاني المريض من ضيق في التنفّس وصداع خاصّةً أثناء التّمارين الرياضيّة أو بذل مجهود.
الجفاف وتصلّب الأظافر.
عدم تحمّل الجو البارد، بسبب نقص مخزون الحديد.
الشّعور بارتفاع في حرارة الجسم وعدم القدرة على تحمّل الجوّ الحار.
إحساس المريض بخدر انٍ عامّ في جسمه خاصّةً في اليدين أو إحساسه بوخزٍ كالإبر في جسمه.
اشتهاء أكل أشياء أخرى غير الطّعام مثل: التّراب والشّمع والعشب والورق والجليد وغيرها وهذه الأعراض تحدث عند المريض بفقر الدّم بسبب الحاجة للحديد ويسمّى القطا أو شهوة الغرائب.
الإصابة بمتلازمة تململ السّاقين وهو أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من فقر الدّم بسبب نقص كمّية الحديد.
حدوث الاضطرابات السلوكيّة عند الأطفال وانخفاض الأداء المدرسيّ لدى الأطفال في سنّ الدّراسة.
يعاني المريض من أعراض عصبيّة أهمّها الخدران في مختلف أنحاء الجسم، وهذا في حالات فقر الدّم بسبب نقص فيتامين ب12.
فقدانٍ في الذّاكرة ولكن هذا العرض ليس دائماً بل هو قليل الظهور.
الاكتئاب، والهلوسة وتغيّرٍ في الشخصيّة.
صعوبةٍ في النّظر ولكن في حالاتٍ نادرة.
اسباب فقر الدم عديدة وكثيرة، ويُمكن تصنيفها وفقاً لعدة معايير
أهم الأسباب لفقر الدم هي:
فقر الدم بعوز الحديد Iron Deficiency Anemia :
للحديد أهمية كبيرة في بناء كريات الدم الحمراء وخاصةً بناء الهيموغلوبين ‘Hemoglobin’ لبروتين الذي يحمل الأوكسجين في كريات الدم الحمراء. توجد أسباب عديدة لنقص الحديد مثل نقصه في التغذية، غزارة الحيض، سوء الامتصاص في الأمعاء، فقدان الدم. عند نقص الحديد يوجد خلل في بناء الهيموغلوبين ولذلك تقل نسبته في الدم، وبالتالي تقل كمية الأوكسجين التي تحملها كريات الدم الحمراء مما يؤدي لأعراض فقر الدم. يُعتبر نقص الحديد السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم.
التلاسيمياThalassemia:
مرض وراثي يؤدي لخلل في بناء غشاء كريات الدم الحمراء، مما يسبب خلل في بناء هذه الخلايا ويؤدي لانحلالها في الأوعية الدموية. يبرز التلاسيميا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وله عدة أنواع، وفقاً للخلل الوراثي. نشير الى أن الأعراض والمضاعفات تتغير تبعاً لنوع التلاسيميا، فبعض الأنواع تكون عديمة الأعراض والبعض الاخر يؤدي لأعراض ومضاعفات شديدة تلزم العلاج بنقل الدم الدائم.
السرطان:
العديد من أنواع السرطان تسبب فقر الدم، ويحدث ذلك لأسباب عدة. حيث يقوم السرطان باحتلال النخاع العظمي ويضر بانتاج كريات الدم الحمراء، أو يُفرز مواد تسبب انحلال كريات الدم الحمراء. كما أن السرطان يعتبر من الامراض المزمنة التي تسبب فقر الدم.
نقص الفيتامين ب 12 Vitamin B12 Deficiency
يشترك الفيتامين ب 12 في بناء العديد من الخلايا في الجسم، وخاصةً خلايا الدم. نقص في الفيتامين ب 12 يؤدي لفقر الدم اثر خلل في انتاج كريات الدم الحمراء في النخاع العظمي. اضافةً لذلك فان من يعاني من هذا النقص قد يوجد لديه خلل في انتاج كريات الدم البيضاء وصفائح الدم. توجد أعراض أخرى عدا فقر الدم لنقص الفيتامين ب 12 والتي تتعلق بسبب نقص الفيتامين (قلته في الطعام، سوء امتصاص فيتامين ب 12، أو داء الأمعاء الالتهابي). أي أن نقص الفيتامين ب 12 بحد ذاته ليس بمرض انما يدل على وجود مرض اخر يجب تشخيصه وعلاجه. من ابرز أسباب نقص الفيامين ب 12 هو فقر الدم الوبيل ‘Pernicious Anemia ‘
نقص الحمض الفوليك Folic Acid Deficiency
كما هي الحال في نقص الفيتامين ب 12، فان نقص الحمض الفوليك هو نتيجة لمرض اخر ويجب البحث عنه. يدخل الحمض الفوليك في بناء الخلايا وتتأثر كريات الدم من نقصه بحيث يقل انتاجها في النخاع العظمي مما يسبب فقر الدم. كذلك نلاحظ أعراض أخرى مرافقة لأعراض فقر الدم في حال نقص الحمض الفوليك نظراً لأنه يدخل في بناء خلايا أخرى، وكذلك أعراض السبب لنقص الحمض الفوليك.
الأدوية:
العديد من الأدوية قد تسبب فقر الدم، وذلك من خلال تأثيرات عديدة. بعض الأدوية قد تؤثر على النخاع العظمي وتسبب فقر الدم بسبب عدم قدرة النخاع العظمي على انتاج كريات الدم- والمثال على ذلك هو العلاج الكيميائي. أدوية أخرى تسبب انحلال كريات الدم (Hemolysis)، وذلك من خلال انتاج الجسم لأجسام مضادة لكريات الدم تحت تأثير الأدوية- على سبيل المثال بعض المضادات الحيوية.
متلازمة خلل التنسج النخاعي MDS- Myelodysplastic Syndrome
هي متلازمة تحدث اثر تغييرات في الجينات والصبغيات وتؤدي لخلل في تنسج وانتاج كريات الدم بشكل عام، ويبرز فيها فقر الدم نظراً لهذا الخلل. تصيب المتلازمة كبار السن وقد تؤدي لسرطان الدم في حال عدم علاجها.
سرطان الغدد اللمفاوية Lymphoma
أحد أهم الأسباب لفقر الدم ومن المهم الشك به في حال فقر الدم لدى كبار السن وخاصةً فقر الدم المزمن. يسبب سرطان الغدد اللمفاوية فقر الدم بعدة اليات – الضرر المباشر للنخاع العظمي من خلال احتلال الخلايا السرطانية للنخاع العظمي، افراز أجسام مضادة لكريات الدم الحمراء، تضخم الطحال مما يؤدي لانحلال كريات الدم الحمراء بشكل مفرط وغيرها من امكانيات.
فقر الدم اللاتنسجي Aplastic Anemia
هو مرض نادر قد يصيب صغار السن ويؤدي لعدم تنسج كريات الدم الحمراء في النخاع العظمي، وغالباً بقية خلايا الدم. فقر الدم اللاتنسجي مرض من الصعب علاجه ويتم علاجه بالأدوية الكيميائية.
الأمراض العدوائية Infectious Disease
العديد من الأمراض العدوائية – خاصةً المزمنة – تؤدي لفقر الدم. على سبيل المثال فيروس عوز المناعة البشري (HIV- Human Immundefeciency Virus)، داء السل، فيروسات الهيربس (Herpes Virus)، فيروسات الكبد من نوع ب وسي وغيرها عديدة.
فقدان الدم:
حالة فقدان الدم أو النزيف قد تؤدي لفقر الدم، خاصةً اذا كان فقدان الدم مزمناً. يمكن أن يفقد الانسان الدم بعدة طرق – الاصابات، الحوادث، النزيف الداخلي في الجهاز الهضمي اثر القرح، غزارة الحيض لدى الاناث، سرطان يؤدي للنزيف، البواسير وغيرها من أسباب عديدة.
الرصاص Lead
الرصاص مادة سامة وقد تؤدي لفقر الدم ولاصابة جهاز الأعصاب المركزي عند التعرض لها بكمبات كثيرة. يؤدي الرصاص لفقر الدم من خلال ضرر للنخاع العظمي، ويمكن التعرض للرصاص في العمل حيث وجد سابقاً في العديد من أنواع الدهان، ويوجد حالياص في بعض ورشات العمل.
فقر الدم المنجليSickle Cell Anemia
مرض وراثي يؤدي لخلل في كريات الدم الحمراء، بحيث تتخذ شكل المناجل مما يؤدي لتحطمها وانحلالها في الدم والطحال. كما أن هذه الكريات المنجلية تسد الأوعية الدموية وتسبب نوبات من الاقفار في جميع أنحاء الجسم. يُعتبر فقر الدم المنجلي مرض شاق وأعراضه شديدة، وتتميز نوباته بحالات اقفار في أعضاء الجسم – الصدر، القلب، الأصابع، الأعضاء التناسلية، الدماغ، العين وغيرها.
فقر الدم الناتج عن عوز انزيم سداسي فوسفات الغلوكوز النازع للهيدروجين G6PD Deficiency
مرض وراثي يُعرف باسم الفوال ينتشر في منطقة الشرق الأوسط ويؤدي لنقص في الانزيم المذكور أعلاه )معروف باسم G6PD( هذا النقص يسبب خلل في كريات الدم والتي قد تبدأ بالانحلال عند تعرضها لعدة امور مثل الفول، بعض الأدوية )مثل الأوبتالجين وبعض المضادات الحيوية( الأمراض العدوائية وغيرها. لذا نلاحظ أن معظم المرضى لا يستطيعون التعرض للفول أبداً. في حال التعرض لهذه الأمور يبدأ انحلال الدم مما يؤدي لنوبات فقر الدم، الألم البطني، الحرارو المرتفعة، اليرقان وغيرها من أعراض.
فقر الدم الانحلالي بالمناعة الذاتية AIHA- Autoimmune Hemolytic Anemia
مرض مناعة ذاتي ذو أسباب معروفة )السرطان، الأدوية( أو غير معروفة )أي تلقائي(، والذي يؤدي لانتاج أجسام مضادة لكريات الدم الحمراء. تتصل هذه الأجسام بكريات الدم الحمراء وتؤدي لتدميرها في الأوعية الدموية أو في الطحال على يد خلايا جهاز المناعة.
أسباب أخرى:
ارتفاع ضغط الدم الشديد قد يؤدي لتدمير خلايا الدم وانحلالها.
صمامات القلب الاصطناعية المستخدمة لعلاج أمراض صمامات القلب قد تدمر كريات الدم الحمراء وتسبب انحلالها.
الحمل يسبب فقر الدم بسبب نقص الحديد أو اسباب أخرى.
أمراض وراثية تضر غشاء كريات الدم الحمراء – Spherocytosis، Eliptocytosis
الالتهابات والأمراض الحادة لدى الأطفال قد تسبب فقر الدم.
الأمراض المزمنة: العديد من الأمراض المزمنة تسبب فقر الدم، وذلك اثر افراز بعض المواد التي تخل بانتاج كريات الدم الحمراء. تشمل هذه الأمراض أمراض الكبد، فشل الكلى، أمراض الغدة الدرقية (خاصةً قصور الغدة الدرقية) وغيرها.
السموم: مثل سموم العنكبوت أو الثعابين التي تؤدي لانحلال الدم.
العلاج بالأشعة)Radiotherapy(: يؤدي لفقر الدم من خلال ضرر للنخاع العظمي وافقاده قدرته على انتاج كريات الدم الحمراء.
سرطان الدم )Leukemia( سرطان الدم على أنواعه المختلفة أيضاً من أسباب فقر الدم، ويمكن أن يؤدي لذلك بعدة اليات مشابهة لسرطان الغدد اللمفاوية.
عوامل خطر الإصابة بفقر الدم
تشمل عوامل الخطر الإصابة بفقر الدم بما يلي:
سوء التغذية: كل إنسان، سواء كان شابًا أو بالغًا، تتركب تغذيته، على الغالب، من أغذية فقيرة الحديد والفيتامينات، وبالأخص حمض الفوليك، معرض للإصابة بفقر الدم. فالجسم بحاجة إلى الحديد، البروتين والفيتامينات لكي يُنتج كمية كافية من خلايا الدم الحمراء.
أمراض واضطرابات في الأمعاء: إن المصابين بأمراض أو اضطرابات في الأمعاء من شأنها التأثير على امتصاص مركبات الغذاء في الأمعاء الدقيقة، مثل داء كرون والداء البطني )Celiac disease(، هم أشخاص معرضون للإصابة بفقر الدم. إجراء عملية لإزالة جزء من الامعاء الدقيقة ، أو معالجة الجزء المصاب في الأمعاء الدقيقة، التي يتم فيها امتصاص مركبات الغذاء، يمكن أن يؤدي إلى نقص في مركبات غذائية معينة، ثم إلى فقر الدم تاليا.
الدورة الشهرية )دورة الحيض – Menstrual cycle(: النساء في سن الخصوبة هن، بشكل عام، الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، مقارنة بالرجال. وذلك لأن المرأة تفقد كميات من الدم، ونتيجة لذلك تفقد الحديد أيضا، في فترة الحيض.
الحمل: المرأة الحامل تكون معرضة جدا للإصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، وذلك لأن مخزون الحديد المتوفر لديها ينبغي أن يدعم حجما أكبر من الدم مما في الحالة الطبيعية وأن يكون، أيضا، مصدرًا للهيموجلوبين الذي يحتاج إليه الجنين للنمو والتطور.
أمراض وحالات مزمنة: المصابون بمرض سرطانيّ، بالفشل الكلوي )Renal failure( أو بالفشل الكبدي )Hepatic failure (، أو بأية حالة طبية مزمنة أخرى، يمكن أن يكونوا عرضة لتطور فقر دم يدعى “فقر الدم المصاحب لأمراض مزمنة”)فقر الدم كعَرَض لمرض مزمن(. هذه الحالات الطبية قد تتسبب بنقص في خلايا الدم الحمراء. كما أن فقدان الدم، البطيء لكن المزمن، الناجم عن قرحة هضمية )Peptic ulcer(، أو عن قرحة في مكان آخر من الجسم، قد يؤدي إلى استنفاد مخزون الحديد في الجسم، وبالتالي يُسبب فقر دم الناجم عن عوز الحديد.
عوامل وراثية: إذا كان ثمة من بين أفراد العائلة من هو مصاب بإحدى حالات فقر الدم التي تنتقل بالوراثة، كفقر الدم المنجلي، فهذا يشكل عامل خطر للإصابة بفقر الدم، على أساس وراثي.
علاج فقر الدم – الانيميا
تتنوع علاجات فقر الدم وتختلف تبعاً للمسبب، وهي على النحو التالي:
علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: يتم علاج فقر الدم من هذا النوع، في أغلب الحالات، بواسطة تناول مكملات )مضافات( الحديد.
علاج فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات: هو نوع صعب من فقر الدم تتم معالجته بواسطة حُقن تحتوي على فيتامين B – 12، وقد يستمر ذلك، في بعض الحالات، مدى الحياة.
علاج فقر الدم المصاحب للأمراض المزمنة: ليس هنالك علاج معين لهذا النوع من فقر الدم.
علاج فقر الدم اللاتنسجي: قد يشمل علاج فقر الدم من هذا النوع باعطاء الدم وريديا Intravenous feeding لرفع كمية خلايا الدم الحمراء في الجسم.
علاج فقر الدم الناجم عن مرض في نخاع العظم: يتراوح علاج فقر الدم الناجم عن هذه الأمراض المتعددة بين تناول أدوية بالمعالجة الكيماوية Chemotherapy وحتى زرع نخاع عظم.
علاج فقر الدم الناجم عن انحلال الدم: يشمل علاج فقر الدم الناجم عن انحلال الدم الامتناع عن تناول أدوية معينة، معالجة العدوى )التلوثات( المرافقة وتناول أدوية كابتة للجهاز المناعي الذي يهاجم خلايا الدم الحمراء.
علاج فقر الدم المنجلي: يشمل علاج فقر الدم من هذا النوع، مراقبة ورصد مستويات الأكسجين في الجسم، تناول مسكنات للآلام تناول السوائل بالشرب أو عن طريق التسريب لتخفيف الآلام ولمنع ظهور مضاعفات.
الأعشاب المُستَخدمة لعلاج فقر الدم
السبيرولينا
حيث يُعتبَر السبيرولينا Spirulina نوعٌ من الطحالب الخضراء المُزرقّة الذي يُستَخدم لعلاج بعض أنواع فقر الدم إلّا أنّه يجدر بالمريض الانتباه عند تناوله واستشارة الطبيب المُعالج في حال تناوُل أدويةٍ مُثبّطةٍ للمناعة Immunosuppressant Drugs
البرسيم الحجازيّ:
حيث يُعتبَر البرسيم الحجازي Medicago sativa من العلاجات التقليديّة المُستَخدمَة لتقوية الدم وتنقيته إذ قد يزيد من قوّة الدم ويُعيد الهيموغلوبين إلى مستواه الطبيعيّ في حالات فقر الدم البسيطة؛ إلّا أنّه قد يتداخل مع بعض الأدوية والعلاجات مثل الأدوية المُميّعة للدم كالوارفارين والليثيوم والديجوكسين ويتمّ استخدامه عن طريق وضع جذوره في الماء على نارٍ هادئةٍ لمدّة عشرين دقيقة، أو وضع أوراقه لمدّه خمس دقائقَ، كما يُمكن دمجه مع بعض الأنواع الأُخرى من الأعشاب المُستَخدمة لعلاج فقر الدم مثل: الهندباء، أو الأرقطيون، أو نبتة الحُمّاض الأصفر.
الهندباء:
تُستخدَم عشبة الهندباء Taraxacum officinaleلبعض حالات فقر الدم، وتُستخدَم بنفس الطريقة وبنفس المحاذير المُتّبعة عند استخدام عشبة البرسيم الحجازيّ.
الأرقطيون:
حيث يُمكن استخدام جذور أو أوراق عشبة الأرقطيون Arctium lappa بنفس طريقة ومحاذير استخدام البرسيم الحجازيّ لعلاج فقر الدم.
الحُمّاض الأصفر:
تُستَخدم أيضاً عشبة الحُمّاض الأصفر Rumex crispus لعلاج حالاتٍ لفقر الدم بحسب الارشادات المُتّبعة لاستخدام البرسيم الحجازيّ.
الكوشاد الأصفر:
يُستَخدم الكوشاد الأصفر Gentiana lutea لعلاج حالات فقر الدم وذلك عن طريق تسهيل وتحفيز امتصاص الحديد والموادّ الغذائيّة الأُخرى من الجهاز الهضميّ Digestive Systemلكن يجب الانتباه إلى عدم استخدام هذه العشبة في الحالات التي يتمّ فيها تناوُلَ أدويةٍ لتخفيض ضغط الدم Blood Pressure وذلك لأنّ عشبة الكوشاد الأصفر قد تتسبّب بحدوث انخفاضٍ شديدٍ في الضغط ومن الجدير ذكره هو عدم استخدام مُختصّي الأعشاب الصينيّين لهذه العُشبة في حالات وجود ألم مزمن او تبول متكرر
القرّاص:
حيث تحتوي عشبة القرّاص Stinging nettle على العديد من المواد التي تساهم في علاج حالات فقر الدم مثل: الحديد، وفيتامين ج Vitamin C الذي يُساعد الجسم على امتصاص الحديد، كما تحتوي على مادّة الكلوروفيل Chlorophyll التي تُساعد على علاج حالات فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
النباتات والأطعمة المُستَخدمة لعلاج فقر الدم
جذور الشمندر:
حيث تُعتبَر جذور الشمندر Beetroot من أفضل العلاجات الطبيعيّة لفقر الدم؛ حيث تزيد من الدم في الجسم وتُطهّر الجسم خلال تزويده بالأكسجين.
الخُضار الورقيّة:
حيث تُعتبَر الخضار الورقيّة وخاصّة الداكنة منها مصدراً هامّاً لنوع الحديد اللاهيميّ Nonheme Iron كما تحتوي بعض أنواعها على حمض الفوليك، ومن الأمثلة على الخضار الورقيّة: السبانخ والكرنب ونبات السلق وغيرها، لكن من المهم معرفته أنّه بالرغم من احتواء بعض أنواع الخضار الورقيّة مثل السبانخ والكرنب على الحديد؛ إلّا أنّها تحتوي على الأكسالات مما قد يتسبّب في منع امتصاص الحديد، لذا؛ فإنّه لا يمكن الاعتماد على تناوُل الخضار الورقيّة وحدها لعلاج فقر الدم، بل يجب إدخالها كجزءٍ من النظام الغذائيّ
الحبوب:
من الأمثلة على الحبوب Beans التي تحتوي على الحديد: الفاصولياء والحمّص وفول الصويا وفاصولياء البنتو والفاصولياء السوداء وفاصولياء الليما وغيرها.
المكسّرات والبذور:
حيث تحتوي العديد من المكسّرات والبذور على الحديد، لكن يُفضّل تناوُلَها بشكلٍ غير مطبوخٍ، ومنها: بذور القرع والكاجو والفستق الحلبيّ وبذور القنّب والصنوبر وبذور دوار الشمس بالإضافة إلى اللوز إلّا أنّه يحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من الكالسيوم، لذا؛ فإنّ تناوُله قد لا يزيد من مستويات الحديد في الجسم بشكلٍ كبيرٍ
العسل الأسود:
حيث يُعتبَر العسل الأسود Blackstrap Molasses الناتج الجانبي لعمليّة تكرير السكّر وبالرغم من ذلك فإنّه لا يحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من الموادّ الغذائيّة المهمّة التي تُساعد على تجديد الموادّ الغذائيّة الطبيعيّة في الجسم الأمر الذي يزيد من إنتاج كريات الدم الحمراء ومن الأمثلة عليها: الحديد والمنغنيز وغيرها
الوقاية من فقر الدّم
تكون معظم حالات فقر الدّم غير قابلة للمنع، ولكن بالإمكان منع ظهور فقر الدّم النّاجم عن فقر الحديد، أو فقر الدّم النّاجم عن فقر الفيتامينات، بواسطة التّغذية المتوازنة والمتنوّعة والتي تحتوي على:
الحديد
حمض الفوليك
فيتامين B 12
فيتامين C
كذلك المواظبة على تناول أغذية غنيّة بالحديد وخاصّة بالنسبة للأشخاص ذوي الأجسام الّتي تحتاج إلى كمّيات كبيرة جدّاً من الحديد، كالأطفال الّذين يستهلكون الحديد بكميّات كبيرة في فترة النّمو والنّساء الحوامل والنّساء في سنّ الخصوبة. ومن المهمّ جداً تزويدهم بكمّيات كافيةٍ من الحديد خاصّة للأطفال والنّباتيين والذين يركضون لمسافات طويلة. بالإضافة إلى كلّ ذلك على الجميع إجراء فحوصات دمّ عامّة مرّة خلال عدّة سنوات، بحسب توصيات الطّبيب للاطمئنان، ولتجنّب حصول فقر الدّم.