من منا لا يعرف الحجامة فالأكيد والاصح ان العديد من الاشخاص يعرفون الحجامة الا ان البعض منهم لا يصدق ان الحجامة اثبتت علميا ان لها فوائد عديدة على جسم الانسان لكن للأسف الشديد بدأت تظهر مغالطات كبيرة في طريقة عمل الحجامة واستغلال الجانب الديني للترويج للحجامة وللأسف ازدادت فتاوى الحجامة في الفترة الأخيرة بشكل ملفت للنظر، وكان لا بد من توضيح بعض الأمور عن آلية عمل الحجامة وما هي أهم الأمراض التي تساعد الحجامة على العلاج منها وأكرر تساعد الحجامة على العلاج وليس الشفاء التام لكل الأمراض كما يشاع.
واليوم سأكلمكم عنها بصفة عامة فالحجامة الطبية هي أحد أنواع الطب الصيني وهي طريقة علاجية يمكن لبعض المرضى أن يستفيدوا منها بشرط التشخيص الصحيح أولاً ووضع كأس الحجامة على المنطقة الصحيحة حسب المواقع التشريحية المعتمدة.
وسنتحدث بداية عن آلية عمل الحجامة والتي تتركز على عدة نظريات منها:
الألية الطبية لعمل الحجامة بالجسم:
1- الحجامة ودورها لتسكين للألم :
للحجامة نقاط ذات مفعول مسكن وإصدار الغدة النخامية أوامرها لإنتاج الاندروفين “مورفين الجسم “؛ وهي مادة كيمائية ذات تأثير يشبه المورفين حيث أن الاندروفينات التي تفرز من الغدة النخامية والتي تعرف “الانكافالين ” تقوم بالالتحام مع مستقبلات الألم في النهايات العصبية مما يؤدي إلى تقليل الجهد الممارس على النهاية العصبية وتقليل التوصيل وبذلك تنقل الإشارات العصبية المؤلمة ببطء شديد ، كما تستقبل الخلايا العصبية الناقلة لإشارات الألم موجات أقل من الاحساس وتكون النتيجة النهائية انحسار الألم.
2- بوابة التحكم في الآلام :
إن الإحساس بالألم ينتقل على شكل موجات عبر بوابات متعددة على مسار الجهاز العصبي المركزي وخلال نهايات الألياف العصبية الدقيقة ومنها إلى الحبل الشوكي ومن ثم إلى الدماغ ، وعند عمل الحجامة فانه يتم إرسال موجات هائلة من الإشارات غير المؤلمة والتي تنقل عبر نهايات الألياف العصبية الغليظة إلى بوابات الحبل الشوكي فهذا يؤدي إلى ازدحام الإشارات العصبية وبالتالي يؤدي إلى عدم انتقال الإحساس بالألم لكنه بعد ذلك يسمح بمرور الإشارات غير المؤلمة الآتية عبر الألياف الغليظة وهذا ما يعرف بالتفاعل الاستبدالي.
أي بدلاً من وصول الإشارات المؤلمة للجهاز العصبي المركزي فان إشارات غير مؤلمة تصل إليه ويحدث المفعول المسكن. مع الإشارة لدور الجهاز السمبثاوي في هذه الخاصية .
3- رد الفعل الانعكاسي:
المقصود هنا تنبيه المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد أي الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة وينتقل هذا التأثير عن طريق رد الفعل الانعكاسي إلى الجهاز العصبي المركزي ومنه إلى الأعصاب الداخلية المسؤولة عن إفراز المناعة ومضادات الألم ومضادات الالتهاب وترتفع هذه المواد تباعاً في الدم
إن العمليات الاستقلابية المختلفة بالجسم تفرز الكثير من الفضلات بالإضافة إلى الملوثات التي نتعرض لها كل هذا يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية وحملها لكثير من الشوارد الحرة والسموم والتي تستخرج عن طريق الحجامة الطبية وليس الدم الفاسد كما يشاع وهذا يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وإعادة التوازن للجسم.
من أهم الأمراض التي تساعد في علاجها:
التشنجات العضلية، ألم الظهر، ألم الديسك في المراحل الأولى، بعض الأمراض الروماتيزمية )هنا لا تكون الحجامة شافية ولكن مساعد على تخفيف الألم(، عرق النسا، ارتفاع ضغط الدم والسكري، العقم المعروف سببه، بعض الأمراض الجلدية، القولون العصبي، الصداع النصفي، تساقط الشعر وغيرها من الأمراض.
واخيرا اتمنى لجميع الاشخاص الذين انتابتهم الحيرة يوما ما عن الحجامة التخلص من كل المغالطات المطروحة بالذهن لديهم فالان يمكنكم عملها شرط ان تكون في مكان مخصص للحجامة و عند شخص ذو خبرة عريضة فيها .